"لعلّ القارئ الذي هام في ظلّ الريح، وتاه في لعبة الملاك، سيستغرب من دخوله زنزانة سجين السماء. إلّا أنّه سيتعرَّف باكرًا على لمسة كارلوس زافون وبراعته في تطويع مختلف التقنيّات السرديّة لِما يتوافق مع رؤيته. فإذا صوَّر لنا الكاتبُ مدينته برشلونة بين رومانسيّة الظلّ النوستالجيّة، ودوّامات اللعبة المتشابكة؛ فها هو في هذه المحطّة الثالثة، ينتقل بنا إلى عوالم السجين الداخليّة ليصف برشلونة ما تحت الأرض، برشلونة الخارجة من رهاب الحرب. لا شيء يحدث عن طريق الصدفة". لطالما كنتُ متيقّنًا من أنّني سأعود يومًا ما إلى هذه الطرقات كي أروي حكاية الرجل الذي ضيَّع روحه واسمه بين ظلال برشلونة الغارقة بنومٍ مُقلِقٍ في زمن الصمت والرماد. هذه الصفحاتُ مكتوبٌة بالنار اتّقاءً من أهوال مدينة الملاعين؛ كلماتٌ منقوشٌة في ذاكرة مَن عاد مِن عالم الأموات بوعدٍ محفوظٍ في قلبه وثمنِ اللعنة. يُرفَع الستار، ويسكت الجمهور، وقبل أن يهبط الظلُّ – الذي أثقل على مصيره – من المنصّة المعلّقة، تتصدَّر المشهدَ مجموعٌة من أشباحٍ بيضاءَ، والملهاةُ على شفاهها، بتلك البراءة المبارَكة التي يتّسم بها الواهمُ أنّ الفصل الثالث هو الأخير، فيأتي ليقصّ علينا حكايًة من أجواء الميلاد، وإذ يطوي الصفحة الأخيرة لا يدري بأنّ حبرَ أنفاسه يجرُّه – ببطءٍ وبلا هوادة – إلى قلب الظلمات.


JD6 JD8-25%
  • الشحن: 

منتجات متعلقة


تم عمل هذا الموقع بواسطة